فيلم "وداعاً يا فندق التنين" فيلم درامي كوميدي من إخراج المخرج التايواني مينج – ليانج تساي الذي كتب سيناريو الفيلم بالاشتراك مع الكاتب السينمائي سنج هسي.
وتقع أحداث فيلم "وداعاً يا فندق التنين" في دار سينما قديمة متداعية آيلة للسقوط تقع في العاصمة التايوانية تايبي، وكانت في الماضي من دور السينما الفخمة، ولكن عفا عليها الزمن، وتحوّلت إلى شبه خرابة. وتدور قصة الفيلم حول آخر عرض سينمائي في هذه السينما، لفيلم من أفلام فنون الدفاع عن النفس هو فيلم "فندق التنين" الذي أنتج وعرض في العام 1966. ويتضح من عنوان الفيلم "وداعاً يا فندق التنين" أنه مستلهم من عنوان الفيلم القديم.
تقع أحداث القصة في ليلة مظلمة ماطرة، ولكن إقبال الجمهور في دار السينما ليس كبيراً، رغم تساقط المطر في الخارج، كما أن الأشخاص الموجودين في الصالة لا يبدو عليهم الاهتمام بمشاهدة الفيلم بقدر اهتمامهم بالتعرف والتحدث مع أشخاص آخرين في ظلمة صالة العرض السينمائي. وتدور حول بعض شخصيات الفيلم حبكات فرعية في أحداث قصة الفيلم، وهم يتنقلون ويتفاعلون داخل قاعة السينما وخارجها.
ومن شخصيات الفيلم الرئيسية بائعة التذاكر العرجاء التي تتنقل في مبنى دار السينما طوال عرض الفيلم، وتقوم بعدد من المهام المختلفة كإعداد العشاء والبحث عن الشخص المسؤول عن تشغيل آلة عرض الفيلم ومهام التنظيف. وهناك السائح الياباني الشاب الذي يدخل قاعة السينما خلسة، ولا يدفع ثمن تذكرة الدخول، ويواصل التنقل والتحدّث مع الآخرين. وهناك رجلان مسنّان من ممثلي الفيلم الأصلي "فندق التنين"، أحدهما يشاهد الفيلم والدموع تنهمر من عينيه، ثم يلتقي خارج صالة العرض بالممثل المسن الآخر بعد أن يكون قد شاهد الفيلم مع حفيده.
من الموضوعات التي يتناولها فيلم "وداعاً يا فندق التنين" الخبرة التي يتعرض لها مشاهدو الأفلام السينمائية من إيجابيات وسلبيات. ويعبّر الفيلم عن موقف المخرج من انتهاء عصر دور السينما القديمة في أيامنا التي هيمن عليها التلفزيون والفيديو والتجمعات الضخمة لدور السينما الحديثة. ويرى بعض النقاد أن المخرج مينج – ليانج تساي يستخدم قرب اختفاء دور السينما القديمة للمقارنة بما يحدث لمدينة تايبي، وكأنه يقول وداعا لأسلوب الحياة القديم في تلك المدينة.
يبدأ الحوار في فيلم "وداعاً يا فندق التنين" بعد مضي 40 دقيقة على بداية الفيلم، ويقتصر الحوار بعد ذلك على عدد قليل من الكلمات. كما أن حركات الكاميرا في الفيلم قليلة وبطيئة، وكأن الكاميرا تراقب ما يحدث، شأنها في ذلك شأن مشاهدي الفيلم. وتقدّم دار السينما في الفيلم كشخصية رئيسية من شخصيات الفيلم. ويتميز الفيلم بقوة إخراج المخرج مينج – ليانج تساي المعروف باستخدامه المحدود للحوار والموسيقى التصويرية في أفلامه.
فاز الفيلم باثنتي عشرة جائزة شملت ثماني جوائز حققها الفيلم في المهرجانات السينمائية.
ويشتمل الرصيد السينمائي لمخرج الفيلم مينج – ليانج تساي على إخراج 30 فيلماً روائياً طويلاً وقصيراً ووثائقياً والفوز بخمس وخمسين جائزة تشمل ست جوائز من مهرجان البندقية السينمائي وأربع جوائز من مهرجان برلين وجائزة من كل من مهرجاني كان ودبي.
يشار إلى أن دار السينما القديمة التي استخدمت في تصوير مشاهد الفيلم كانت على وشك الإغلاق عند تصوير مشاهد الفيلم، وأغلقت بالفعل قبل عرض الفيلم في دور السينما، ولعل ذلك يعبّر بالفعل عن مثل "الحياة تقلّد الفن".