ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان عن بقية المخلوقات برقي تفكيره، وقدرته الكبيرة على التعلم والإبداع، ويرجع ذلك إلى التركيب الفريد لدماغه، فالنصف الأيمن للدماغ يقوم بتنظيم الذاكرة وتنظيم السلوك، والنصف الأيسر للدماغ يحتوي على اللحاء الحسي الذي يقوم بإحساس الجسم بكافة الأحاسيس، وكذلك اللحاء الحركي الذي يقوم بتنظيم حركة الجسم ويتأثر بالأحاسيس وبذاكرة اللغة، وكلا نصفي الدماغ يتفاعلان معاً، إلا أنّ القيادة تعتمد على نصف من الدماغ أكثر من النصف الآخر، ومن خلال هذا المقال سنتعرف على النصف المفضل لدى من يحتلون مراكز القيادة.
أولاً: النمط الأيسر من الدماغ
يسيطر لدى هؤلاء الأفراد الجانب الأيسر من الدماغ، ويمتازون بالميل إلى المعالجة التحليلية المنطقية للمعلومات اللفظية والرقمية، والتعامل مع الأشياء بالتتابع والحب الشديد للكلمات والحروف، كما يفضلون البحث والقراءة عن أي موضوع قبل تعلمه، ولديهم تركيز داخلي كبير.
كما أنّ أصحاب النمط الأيسر ميالون للشرح اللغوي، ويفضلون استخدام اللغة والتركيز، ويعالجون المعلومات بالتتالي، وينتجون الأفكار بالمنطق، ويركزون على عمل واحد فقط، ويفضلون الأعمال المنظمة والمرتبة.
ووفقاً لنمط الدماغ المسيطر يميلون إلى إحراز الفهم في خطوات طولية، حيث تتبع كل خطوة بطريقة منطقية الخطوة السابقة أي أنهم يفضلون اتباع مسارات منطقية للوصول إلى حلول للمشكلات.
ثانياً: النمط الأيمن من الدماغ
يسيطر لدى الأفراد ذوي النمط الأيمن من الدماغ الجانب الأيمن أثناء معالجة المعلومات، ويتميز الأشخاص ذوو السيطرة الدماغية اليمنى بقدرتهم على الإبداع أكثر من الأشخاص ذوي السيطرة اليسرى، كما أنهم يفضلون الشرح العملي المرئي، ويستخدمون الصور العقلية، ويعالجون المعلومات بطريقة كلية، وينتجون الأفكار بالحدس، ويفضلون الأفكار العامة، ويواجهون المشكلات بطريقة غير جدية، ويفضل من يمتلكون هذا النمط المهارات البصرية والعواطف والتزامن والحدس.
كما أنّ أصحاب النمط الأيمن يميلون إلى قراءة الأفكار الرئيسة وتذكر الوجوه، ويجيدون تفسير لغة الإشارة، ويميلون إلى ابتكار الأفكار والأساليب الجديدة، ويعبرون عن مشاعرهم وانفعالاتهم بصراحة، وهم جيدون في الفكاهة والمرح، ويفضلون التعلم من خلال العرض البصري والحركي.
ثالثاً: نصفا الدماغ لدى مراكز القيادة
من خلال مراجعة أدبيات الأبحاث السابقة في هذا المجال تبين أنّ القيادة الأكثر فاعلية تتطلب فهم المشاعر واستخدام التعاطف وبناء العلاقات.
ويمكن أن يؤدي هذا النوع من القيادة إلى زيادة الثقة وتحسين العلاقات بين الموظفين وزيادة الإنتاجية.
وقد وجدت دراسة حديثة أجريت في جامعة كيس ويسترن ريزيرف وجود علاقة بين القيادة الفعالة والرنانة وطرق التفكير، فمن خلال استخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، طلب الباحثون من بعض القادة الأكاديميين التفكير في التجارب عندما يكون القائد رنانًا فعالاً أو متنافراً، واستجابت 14 منطقة من الدماغ عند التفكير في القادة الرنانين، بينما استجابت ستة فقط عند التفكير في القادة المتنافرين.
وفي الواقع، تم إلغاء تنشيط 11 منطقة عند التفكير في القادة المتنافرين، وما يعنيه هذا هو أن القادة الرنانين أي الأكثر فعالية ينشطون الانتباه والوعي الاجتماعي والعلاقات الإيجابية في موظفيهم، بينما القادة المتنافرين أي السلبيين يثيرون المشاعر السلبية والتجاهل والاهتمام المحدود وانخفاض الوعي الاجتماعي.
وتساعد أساليب القيادة الرنانة أيضاً في بناء الثقة من خلال إطلاق الأوكسيتوسين في أدمغتهم وأدمغة الآخرين.
ويدرس العديد من الباحثين النشاط المنسق لمناطق مختلفة من الدماغ للأشخاص الذي يحتلون مواقع قيادية وخاصة فيما يتعلق بالمجال الأكاديمي، وتبين أنّ النتائج معظمها قد تركزت على الجانب الأيمن من الدماغ، نظرًا لدورها في التنظيم العاطفي والوظيفة التنفيذية، مثل السلوك الموجه نحو الهدف
وبشكل أكثر تحديداً، تعتبر المنطقة الأمامية اليمنى من الدماغ مهمة للتواصل والعلاقات الشخصية والتأثير في الآخرين والتوجيه، حيث يعد التماسك في هذا الجزء من الدماغ ضرورياً للمهارات الاجتماعية والتحكم العاطفي والوعي الذاتي، وهذه المهارات هي أساس نجاح القائد.
كما ركزت إحدى الدراسات بشكل خاص على بيانات الرؤية، وهو جانب من جوانب القيادة يعتمد على الأداء العاطفي الاجتماعي في المنطقة الأمامية اليمنى من الدماغ.
المراجع:
1.حمودة، آلاء.(2015). أنماط السيطرة الدماغية وعلاقتها بأنماط التفكير ما وراء المعرفي. رسالة ماجستير منشورة . جامعة الأزهر.
2. Nelson, A.(2022). The Basis of Leadership Is Born in the Brain: Why Leaders Should Care. https://gethppy.com/leadership/basis-of-leadership-neuroscience