بات ChatGPT اليوم، محور اهتمام العالم بأسره، خصوصا أنه برنامج يتوقع أن يشتمل على إمكانية هائلة تسهم في تخطي عقبات في التعليم والبحوث على اختلافها.
لكن، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم إسهاما ما في المجال الإبداعي الأدبي، وهل يتوقع منه أن يكون قادرا على خلق الدهشة؟
يدخل الذكاء الاصطناعي اليوم باب التأليف الأدبي، ليكتب المقال، والشعر، والقصة، كما دخل باب تأليف المقطوعات الموسيقية، ورسم اللوحات الفنية، وغيرها من الأمور الفنية. هذه أمور مدهشة، ولكن، إلى أي حد يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتقن كتابة مقالٍ؟
اقرأ أيضًا: كيف نميّز بين الأدب المدهش والأدب الذي يتنبأ المستقبل؟
للإجابة عن هذا السؤال، عمدت إلى إجراء تجربة بسيطة، مستخدمًا ChatGPT لكتابة مقال في موضوع بات هاجسًا عندي، يجمع بين حبي الكبير للرياضيات، وشغفي الأكبر للموسيقا.
طلبت منه أن يعرف نفسه، فقال:
"أنا ChatGPT، نموذج لغوي ضخم مدرب على تقنية GPT-3.5 من قبل شركة OpenAI. أقوم بتوفير خدمات التحدث والتفاعل مع المستخدمين عبر الإنترنت، وذلك باستخدام اللغة الطبيعية وتقنيات التعلم العميق".
إنه أمرٌ غريب حقًا، أن تقتبس من "نموذج لغوي ضخم"!
عودة إلى التجربة، فقد طلبت كتابة مقالين بالطريقة ذاتها، فقلت مخاطبًا ChatGPT: "أنت كاتب مدونات، تكتب عن مواضيع متنوعة تستهدف القارئ العادي غير المختص. اكتب مقالًا عن الموسيقا وعلاقتها بالرياضيات فيما لا يتجاوز 500 كلمة، مع عنوان لافت للمقال. اكتب المقال مراعيًا قواعد السيو".
هناك إصداران من ChatGPT:
• ChatGPT 3.5 وهو الإصدار المجاني.
• ChatGPT 4.0 وهو الإصدار المتطور والمدفوع.
طلبت كتابة المقال منهما، دون تعديل أو تغيير في أي خطوة، وكانت النتائج كما يلي:
التجربة الأولى
عنوان المقال: "الموسيقى والرياضيات: تفاعل فني مدهش"
أهلاً بكم في عالم الموسيقى! إنها لغة عالمية تتخطى الحدود الجغرافية واللغوية وتجمع بين الناس من مختلف الثقافات والخلفيات. فهي تعبر عن مشاعرنا وأحاسيسنا وتأخذنا في رحلة فريدة من نوعها.
ولكن هل فكرت يومًا في الصلة الوثيقة بين الموسيقى والرياضيات؟ إنها صلة غريبة ومثيرة في نفس الوقت. فالموسيقى تعتمد بشكل كبير على الرياضيات في ترتيب النغمات والإيقاعات والتناغمات والتنسيق بين الآلات الموسيقية.
فمثلاً، يتم استخدام النسب والأعداد الهندسية في تحديد النغمات والأصوات في الموسيقى، كما يتم استخدام النظرية الرياضية لتحديد التوزيع الزمني للإيقاعات والتأثير الذي تبعثه الموسيقى على المستمعين.
وهذا يؤكد أن الموسيقى هي أكثر من مجرد أصوات جميلة، بل هي علم وفن في آن واحد. فعندما نستمع إلى الموسيقى بعناية وتركيز، ندخل في عالم الرياضيات والفنون معًا.
لذا، انغمسوا في عالم الموسيقى وتعلموا المزيد عن العلاقة الوثيقة بينها وبين الرياضيات. ولا تنسوا أن تستمتعوا بالألحان والإيقاعات والموسيقى الرائعة التي تعطينا الطاقة والإلهام في حياتنا اليومية.
وهذا لا يعني أنه يجب عليكم أن تكونوا خبراء في الرياضيات لكي تستمتعوا بالموسيقى، بل يمكنكم الاستمتاع بالنغمات والإيقاعات والتناغمات بشكل بسيط ومريح. فالموسيقى هي فن يناسب الجميع، بغض النظر عن مستوى المعرفة بالرياضيات.
ولن يكون هناك عالم الموسيقى كما نعرفه اليوم دون الرياضيات. فالرياضيات هي اللغة الخفية التي تجعل الموسيقى تتألق وتشع بالجمال والإبداع. فعندما تستمعون إلى موسيقى مفضلة لديكم، فكروا بكل المجهودات التي وضعها الفنانون لتحقيق تلك التناغمات المثيرة للإعجاب.
في النهاية، تذكروا دائمًا أن الموسيقى هي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأن الرياضيات تساعدنا على فهم وتقدير جمال الموسيقى بشكل أفضل. فلنتعلم ونستمتع بعالم الموسيقى والرياضيات معًا، ولنجعله جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
*نهاية المقال الأول*
ملاحظات على المقال من المحرر المختص: اشتمل المقال على معلومات عامة غير متخصصة، ولا يمكن أن تضيف أي معلومة مهمة للقارئ. فقد استمر في تأكيد العلاقة بين الموسيقا والرياضيات، لكنه لم يلجأ إلى تفسير هذه العلاقة، ولم يدخل في تريبة "النوتة" والتي هي الأصل في الاستخدام الرياضي في الموسيقا، أو الفروقات بين الشرقي والغربي، واستخدام الأرباع والأنصاف. كما لم يذكر تطويرات هذا العلم بالاستناد إلى الأرقام.
التجربة الثانية
عنوان: حين تنسج الأرقام ألحاناً: استكشاف مرح لعلاقة الموسيقى بالرياضيات
هل تساءلت يومًا عن سر جمال الموسيقى التي تنشر السعادة في نفوسنا وتعانق أرواحنا؟ الجواب قد يكون مفاجئاً! إن السر وراء هذا الجمال الموسيقي يعود إلى عالم الأرقام والنظريات المثيرة وهو الرياضيات. هيا بنا نستكشف ببساطة ومتعة كيف تتداخل الموسيقى والرياضيات لتبتكر روائع لا تُقاوم.
ليست الموسيقى مجرد مجموعة من الألحان والأصوات العذبة، بل تخفي أسرارًا علمية مدهشة. تعتمد النغمات الموسيقية على ترددات صوتية معينة تُحدِّد جودة الصوت وجماله. وعند التفكير في الآلات الموسيقية، نلاحظ أن الأوتار تعزف ترددات معينة تنسج لنا ألحانًا ساحرة.
تُسهم الرياضيات في توازن النغمات وتنظيمها بطريقة رائعة. فعلى سبيل المثال، تستند الموسيقى الغربية إلى 12 دواخل تُكوِّن مجموعة من 8 أوتار. الرياضيات تمكن الموسيقيين من استخدام هذه النغمات وتحقيق التناغم المثالي.
وبالنسبة للإيقاعات والتوقيت، تتيح لنا الرياضيات تحليل الوحدات الزمنية المتساوية وفهم كيف يتم توزيع الأصوات. الرياضيات تجعل الموسيقيين قادرين على استكشاف التنوع والتعقيد الإيقاعي في أعمالهم.
وفي مجال الهارموني، تساعد الرياضيات أيضًا على تنظيم الموجات الصوتية في أنماط جميلة ومتناسقة تُعرف بالنغمات الهارمونية. تستند هذه النغمات إلى نسب رياضية محددة، والتي تتداخل لتمنحنا تأثير جميل وساحر.
من خلال هذا التفاعل الجميل بين الموسيقى والرياضيات، نتعلم كيفية تشكيل الأصوات والنغمات والإيقاعات لنستمتع بتجارب موسيقية ساحرة. تعزز معرفتنا بهذه الجوانب الساحرة من الموسيقى قدرتنا على التقدير والاستمتاع بهذا الفن الراقي. يثبت الارتباط العميق بين الموسيقى والرياضيات أن الجمال لا ينحصر في مجال العواطف فحسب، بل يمتد إلى عالم الأعداد والنظم الرياضية.
في المجمل، تلتقي الموسيقى والرياضيات على نقطة رائعة لتبتكر أغانٍ تنشر السعادة في قلوبنا وتلامس أرواحنا. من خلال تعزيز قدرتنا على فهم وتقدير هذا الفن الرائع، نصبح أكثر استعدادًا لاستقبال المتعة والمشاعر الإيجابية التي تهبنا إياها الموسيقى. دعونا نستمتع بلحن الأرقام ونشارك معًا في رحلة مليئة بالموسيقى والرياضيات الساحرة والممتعة!
*نهاية المقال الثاني*
ملاحظات على المقال الثاني من المحرر المختص: رغم دخوله البسيط في بنية الرياضيات داخل الموسيقا، إلا أن التطبيق ما يزال بعيدا عن مفهوم المقال، والذي ينبغي أن يشرح تماما الصلة القائمة بين الاثنين. ما يزال المقال يأخذ سمة الاحتفائي والترويجي، من دون أي إضافة معرفية للقارئ.
أي المقالين برأيك كتب من النسخة المتطورة؟ وأي المقالين أعجبك أكثر؟ وهل سيأتي يوم سيتمكن الذكاء الاصطناعي من استبدال الكُتاب والمبدعين؟ يبدو هذا واردًا، وليس بعيدًا.